عمر بن الخطاب رضي الله عنه

” إن حياة الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) صفحة مشرقة من التاريخ الإسلامي الذي بهر كلَّ تاريخ وفاقه، والذي لم تحوِ تواريخ الأمم مجتمعة بعض ما حوى من الشرف، والمجد، والإخلاص، والجهاد، والدعوة في سبيل الله” (1).

وخاصة في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) هذا العهد الذي أعز الله به أمة الإسلام.

“إن الفاروق (رضي الله عنه) من الأئمة الذين يرسمون للناس خط سيرهم ويتأسى بهم الناس بأقوالهم وأفعالهم في هذه الحياة، فسيرته من أقوى مصادر الإيمان والعاطفة الإسلامية الصحيحة والفهم السليم لهذا الدين، فما أحوج الأمة الإسلامية إلى الرجال الأَكْفاء الذي يقتدون بالصحابة الكرام (رضي الله عنهم)” (2).

ومما ذكر في زهد وورع الصحابة والتابعين (رضي الله عنهم) في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية ما جاء عن

عن الخليفة الزاهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أحد أبرز المرتحلين والمؤثرين في سير الرحلات الدعوية من مواقف عجيبة في ذلك فمن ذلك ما كان في رحلته الدعوية لفتح بيت المقدس فبعد أن سار من الجابية (3). مع بعض قادته وقد كان (رضي الله عنه) في مسيرته هذه غاية في التواضع والتذلل لله، قال أبو الغادية المزني (رضي الله عنه):” قدم علينا عمر الجابية، وهو على جمل أورق، تلوح صلعته للشمس، ليس عليه عمامة ولا قلنسوة، بين عودين، وطاؤه فرو كبش نجدي، وهو فراشه إذا نزل، وحقيبته شملة أو نمرة محشوة ليفا وهي وسادته، عليه قميص قد انخرق بعضه ودسم جيبه” (4).

ومن تحفيز وتشجيع التابعين ما جاء عن يوسف بن الماجشون ــــ رحمه الله ــــ قال:” قال لي ابن شهاب، ولأخ لي وابن عم، ونحن فتيان نسأله عن العلم : لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم” (5).


[1] ـــــ   فصل الخطاب في سيرة ابن الخطاب، على محمد الصلابي، مكتبة الصحابة، الشارقة، الطبعة الأولى،1432هـ، ص8.

[2] ـــــ   فصل الخطاب في سيرة ابن الخطاب، على محمد الصلابي، مكتبة الصحابة، الشارقـــــة، الطبعـــــة الأولى، 1423هـ ، ص 12.

[3] ـــــ قرية من أعمال دمشق ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان قرب مرج الصفّر في شمالي حوران، انظر: معجم البلدان للحموي 2/91.

[4] ـــــ  سير أعلام النبلاء للذهبي، 28/118.

[5]  ـــــ جامع بيان العلم، لابن عبدربه، 1/365 .