العوامل السياسية وأثرها في نجاح الرحلات الدعوية
من عوامل نجاح الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين (رضي الله عنهم) العوامل السياسية وذلك بسبب ما تهيأ لها من دعم ورعاية من القائد الأول ﷺ وذلك في حياته ﷺ، وبعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى سار الخلفاء الراشدون (رضي الله عنهم) على طريقته، وعملوا بسنته في دعم، ورعاية هذه الرحلات والبعوث الدعوية، وكذا الأمر في الدولة الأموية التي كان عصرها ضمن القرون المفضلة لهذه الأمة.
فمن خصائص هذه الدعوة المباركة عالميتها وقد ذكر الله تبارك وتعالى ذلك في كثير من الآيات منها قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ (1) . وقال سبحانه: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ (2) .
كما دلت السنة المطهرة على شمولية هذه الرسالة الخاتمة فعن جابر بن عبدالله ــــــ رضي الله عنهما ــــ قال: قال رسول الله ﷺ: ((… وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إلى النَّاسِ كَافَّةً )) (3).
“ثم إنه ليكفي في الدلالة على عالمية الإسلام أن دعوته لا توجه إلى جنس من الأجناس، ولا، إلى قومية من القوميات، وإنما توجه دعوته إلى الناس كافة ولذلك لم يؤثـــر ورود الخطـــاب بـــــ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ .. الخطاب المشـــير إلى العمـــوم .. في القرآن الكريم إلا علـــى لســان خاتم الأنبيــــاء .. قـــال تعالى مخاطبـــاً محمـــداً ﷺـ: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ (4).
وقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ (5).
“ومن هنا فإن اختصاص خاتم الأنبياء بهذا النداء بين سائر الرسل ليدل دلالة واضحة على عالمية الدعوة الإسلامية ومن ثم لا يكون هناك أدنى غرابة في اتصاف الثقافة النابعة من هذه الدعوة بالأصالة والرسوخ والدوام والاستمرار” (6).
وفيما يلي سيستعرض الباحث كيف كانت العوامل السياسية أحد عوامل نجاح الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين(رضي الله عنهم) وذلك في عصر النبي ﷺ وعصر الخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم) وعصر الدولة الأموية:
-
عصر النبي ﷺ :
بعد رجوع الرسول ﷺ ” من الحديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام وكتب إليهم كتبا فقيل يا رسول الله إن الملوك لا يقرأون كتابا إلا مختوما فاتخذ رسول الله ﷺ يومئذ خاتما من فضة فصه منه نقشه ثلاثة أسطر محمد رسول الله وختم به الكتب فخرج ستة نفر منهم في يوم واحد وذلك في المحرم سنة سبع وأصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثه إليهم” (7) .
و” نجد أن الرسول ﷺ بعث البعوث وأرسل الوفود لرؤساء الحكومات في ذلك العصر، وفي الوقت نفسه استقبل مبعوثين من الحكام الآخرين” (8).
وكان ﷺ يحرص أن تتوفر ” في كل رسول من رسله الصفات المطلوبة من الجسامة والوسامة وتمام العقل وحدة الذكاء وسرعة الفطنة، حتى لا تقتحمه العيون ولا تزدريه الأنظار وليحظى بالمنزلة الرفيعة لدى المرسل إليهم” (9).
“وكان ﷺ يرغب في سفرائه أن يكونوا على علم ومعرفة بأهل البلاد وبطبائعهم وعاداتهم، فقد أرسل عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى . وفي كتب السير ما يشير إلى أن عبدالله هذا كان قبل أن يبعثه رسول ﷺ بهذه المهمة يكثر الترداد على كسرى، وكان أيضاً مـــن المهاجرين إلى الحبشة ، فكأنه ﷺ اختاره لكثرة أسفاره وترداده على كسرى ، فلا بد أن هذه الأسفار أكسبته خبرة وممكنة ودراية في الأمور وبطبائع الناس خارج الجزيرة العربية” (10).
” وقد كانت الرسائل عملا ، دقيقًا، حسنًا، فبلغت الإسلام، وخاطبت الأمم والملوك بالحسنى”، واشتملت على الحقائق التالية:
أولا : وجهت الرسائل إلى الملوك والأمراء فهم قادة الناس، ورعيتهم على دينهم، قد تضمنت الرسائل ما يفيد مسؤولية الملوك عن رعاياهم ومن ذلك: “فإنما عليك إثم المجوس”، “عليك إثم الإريسيين”، “فإنما عليك إثم النصارى”، “فإنما عليك إثم القبط” “عليك إثم الأكاريين” وبذلك تعد هذه الرسائل تبليغًا لعالمية الإسلام بصورة عملية.
ثانيًا : كانت الرسائل تتناسب مع المرسل إليهم لهجة، وأسلوبًا، واستدلالا ولذلك كانت تتكلم عن المسيح والكتاب إذ كان الملك من أهل الكتاب، وتتكلم عن مساوئ الكفر والضلال إذا كان الملك كافرًا كالمجوس.
ثالثًا : كانت الرسائل واضحة في موضوعها فهي كلها تدعو إلى التوحيد، وطاعة الله، وتتضمن الإنذار والتبشير، وتربط دوام الملك بالإيمان، وتخوف من زوال الملك حين الاستمرار على الكفــر والمعصية” (11).
“لقد كان هدف السفارات النبوية هو الدعوة إلى اعتناق الإسلام فكان سفراء النبي ﷺ الذين أرسلهم إلى الملوك والأمراء في زمانه دعاة إلى الإسلام ، ولكنهم كانوا صفوة الدعاة، لأن إسلام ملك أو أمير يؤثر تأثيرا عظيما في أتباعه، لذلك كان سفراء النبي ﷺ هم صفوة الدعاة المسلمين من الصحابة ، فإذا كان الدعاة هم صفوة الصحابة، فإن السفراء النبويين هم صفوة الصفوة في سماتهم الخاصة التي تؤهلهم للنهوض بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والكياسة والمزايا الأخرى التي ترد تفاصيلها وشيكا” (12).
“وحين ننظر إلى أعمال هؤلاء السفراء وأقوالهم ندرك دورهم في الدعوة إلى الله تعالى، ونعلم بيقين أن هؤلاء السفراء لم يكونوا رجالا عاديين،
وأنهم تميزوا بعدة صفات أهمها:
- الفهم الدقيق للإسلام، وإحاطتهم التامة بكل ما نزل من القرآن الكريم وبكل ما حدث بــــــــهﷺ .
- خبرتهم الواسعة بالجهات التي ذهبوا إليها، وبالناس الذين تحدثوا معهم، لذلك كانوا يتكلمون معهم، ويناقشونهم في عقائدهم حديث الخبير الذي يعرف حقائق الشيء ظاهرًا وباطنًا ويدرك حاجته، ومراميه.
- تحليهم بحسن الخلق، والصبر الجميل ومراعاة حق مخاطبيهم في الفهم والمعرفة ولذلك كانوا يشرحون، ويوضحون ويجيبون عن أي تساؤل يوجه إليهم.
- اتصافهم بسرعة مواجهة المواقف المفاجئة، وحسن الحيلة، وبذلك تخلصوا من الانفعال والعصبية، وتمكنوا من تحقيق الغاية التي ذهبوا إليها.
- تمتعهم بحسن الفهم، وحسن الخطاب، وحسن العرض، ولذلك كانوا يتكلمون مع من يحادثهم في مسائل هامة، في بداهة عالية، وهدوء رصين، ودقة ملتزمة بتعاليم الإسلام، وصدقهم في الاعتقاد.
- شجاعتهم الشخصية النابعة من ثقتهم في الله، واعتزازهم بالانتساب إليه جعلهم يؤكدون صدق الإسلام وإن خالف ما عليه الناس ويناقشون الملوك والرؤساء وهم فرادى.. إن هذه الصفات جعلتهم سفراء لله ورسوله، حين تحدثوا مع من أرسلوا إليهم” (13).
من هذا كله يتبين كيف كانت رعاية الرسول ﷺ لهذه الرحلات والبعوث الدعوية والتي كانت أحد عوامل نجاحها فقد اعتنى ﷺ بهؤلاء الرسل بصفة خاصة وبالصحابة (رضي الله عنهم) بصفة عامة، ” ورباهم بحكمته، وغرس فِي قلوبهم العقيدة القويمة وصاغ منهم صوراً حية للقرآن، ونماذج للإسلام، فقويت هذه القلة بعد ضعف، وكثرت بعد قلَّة، ونصرها الله يوم نصرته، وحقق آمالها لما صبرت فانطلقت تنشر الإسلام فِي أرجاء الأرض، وتحطم عروش الجاهلية ومعتقداتها حتى أتم الله لهم ومكنهم فِي الأرض فانتشروا في شَـــــــرق الأرض وغربهــــــا، وفتحـــوا أقوى الممالك على وَجه الأرض في ذلك الوقت، وبلغوا رسالة رَبهم إلى أرجاء المعمورة في فترة وجيزة” (14).
-
عصر الخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم):
تتابعت العناية بالرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين(رضي الله عنهم) في عصر الخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم) بل حظيت بإشرافهم المباشر فكان ذلك أحد عوامل النجاح التي تحققت لهذه الرحلات والبعوث الدعوية فعهد ” الخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم) (11-40 هـ) هو أفضل عهود الدعوة الإسلامية بعد عهد النبوة، فقد نهلوا من مدرسة القرآن الكريم، مدرسة النبوة، فاتضحت لهم مهمتهم في تبليغ الدعوة، فكانـــوا الأسوة الحسنة للدعاة إلى الله بعد رسول الله ﷺ وطريقتهم حجة” (15).
” حيث اختص ذلك العصر بفتوحات عظيمة اقتضت من الولاة العمل على نشر الدين في البلاد المفتوحة مستعينين بمن معهم من الصحابة (رضي الله عنهم)، وقد كان الولاة يقومون بهذه المهمة مع وجود من يساعدهم في بداية الفتوح .. ثم بدأت الأمصار تعتمد على معلمين وفقهاء قدموا لهذه المهمة بعد التوسع وبناء الأمصار ..وذلك لكثرة السكان في الأمصار وكثرة طلاب العلم.. وتوسع الولايات” (16).
فعمر بن الخطاب (رضي الله عنه) لم يكتف بجهود ولاة الأمصار في نشر التعليم، بل دعمها بالعلماء الذين كان يرسلهم من المدينة، محملين بوصاياه (17).
فمن ذلك ما رواه قرظة بن الكعب (رضي الله عنه) ” أنه لما أراد الذهاب مع عدد من أصحابه إلى الكوفة شيعهم عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وقال: ” إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل، فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم، جردوا القرآن، و أقلوا الرواية عن رسول اللهﷺ…” (18).
ومن الرعاية السياسية التي لاقتها رحلات وبعوث الصحابة (رضي الله عنهم) والتابعين في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان(رضي الله عنه) والتي كانت أحد عوامل نجاحها ما كان من رعايته (رضي الله عنه) لحلقات العلم التي كانت تعقد في كثير من الأمصار (19) .
وتخصيص أعطيات للقراء من بيت مال المسلمين. وكذلك الاهتمام بإنشاء الكتاتيب لما كثر الصبيان ونصب رجالاً لتعليمهم وتأديبهم (20).
فعن ” سليمان بن أرقم عن الحسن أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ـــ رضي الله عنهما ـــــ كانا يرزقان المؤذنين والأئمة والمعلمين والقضاة” (21).
وفي دمشق كانت هناك حلقة لأبي الدرداء يقرأ الناس فيها القرآن ويعلمهم إياه (22).
لقد ” كان الخلفاء الراشدون (رضي الله عنهم) بعد وفاة الرسول ﷺ يشعرون بعظم الواجب الملقى عليهم في حفظ الدين على أصوله الصحيحة التي نزلت على رسول الله ﷺ، وكانوا يعملون جاهدين في إحياء سنة الرسول ﷺ والقضاء على البدع، والعمل على احترام دين الله واحترام رسوله ﷺ ورد كيد من يحاولون الدس على هذا الدين. وقد عمل عثمان (رضي الله عنه) على كتابة المصحف الشريف وإرسال نسخ منه إلى الأمصار” (23).
وفي عهد الخليفة الرابع علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وبالرغم من ظهور الفتن التي عصفت بالأمة بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي الله عنه) إلا إن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) كان من المحبين للعلم والعلماء ومن ” علماء الصحابة الكبار، وقد تميز (رضي الله عنه) بجده في التحصيل، والتحري في قبول العلم، والسؤال في طلبه” (24).
وقد استمر (رضي الله عنه) ” على منهج الخلفاء الثلاثة .. في الدعوة، وهذا ما يبين فضل الصحابة وتأسي بعضهم ببعض” (25).
وأمام ” ظهور بعض الفرق المذهبية، التي ظهرت أول ما ظهرت في عهده (رضي الله عنه)كالخوارج والسبئية، فقد وقف علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) منهم موقف الداعية الحكيم، يجادلهم بالبيان تارة، ويقارعهم بالسنان أخرى، مرة بالوعظ والتذكير، وأخرى بالنصح والتحذير، قد استفرغ في ذلك وسعه وأعذر إلى ربه” (26).
كما أنه بعث عبدالله بن عباس ـــ رضي الله عنهما ــــ وكذلك قيس بن سعد بن عبادة (رضي الله عنه) لدعوة الخوارج (27).
وإنه” من المتعذر الكلام عن حركة التعليم، واقعه ومداه ومستوياته ومناهجه ومؤسساته بصورة دقيقة وشاملة للمنطقة الواسعة التي كان الإسلام يحكمها .. فقد امتد الإسلام في برهة وجيزة من أطراف خراسان الشرقية حتى أفريقية تونس، ومن شرق الأناضول حتى البحر العربي، وهي منطقة تبلغ مساحتها (3500000) م2، وتشتمل على مراكز الحضارة العالمية القديمة، في بلاد الرافدين ووادي النيل، حيث قامت الحضارات السومرية والأشورية والبابلية في العراق، والحضارة الفرعونية بمصر” (28) .
- عصر الدولة الأموية :
لم يختلف دعم الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين(رضي الله عنهم) في العصر الأموي عن العصرين الذين سبقاه فعصر الدولة الأموية كان امتداداً للقرون المفضلة لهذه الأمة.
فقد ” شهد العصر الأموي بناء قوة بحرية وبرية إسلامية مهيبة وامتدت فتوحاتهم من الصين شرقاً إلى بلاد الأندلس غرباً ومن شواطئ البحر المتوسط شمالاً إلى بلاد السودان جنوباً. وحرص خلفاء بني أمية على أن يصاحب الفقهاء والعلماء جندهم ليشدوا أزرهم ويبيّنوا لهم فضيلة الجهاد ومميزات الشهادة والشهيد. ويقوم هؤلاء العلماء والفقهاء كذلك بتعليم أهالي البلاد المفتوحة القرآن الكريم والحديث والسنن واللغة العربية ويبينون لهم الحلال والحرام وما ينفعهم في دينهم ودنياهم” (29).
و” كانوا يأمرون أعداداً من المسلمين العرب أن ينتقلوا بعوائلهم للسكني في الأراضي الجديدة المفتوحة، ليحتك بهم المسلمون الجدد ويتعلموا منهم الدين والعلم والخلق وسائر الأمور، هذا فضلاً عن نقل عدد من العلماء إلى الأراضي الجديدة ليقوموا بتعليم الناس وتدريسهم أمور الدين الحنيف وبخاصة الإمامة والخطابة إضافة إلى القيام بمهام القضاء” (30).
وقد “أدى انتشار التعليم ونشوء مراكز العلم في المدن الرئيسة مثل : مكة والمدينة ودمشــق والبصــــرة والكوفة والفسطاط والقيروان إلى ازدهار الحركة الفكرية في العصر الأموي . وقد ساهم الخلفاء الأمويون وولاتهم على الأقاليم، بدور فعال في دفع هذه الحركة إلى الأمام، بطريق مباشر أو غير مباشر” (31).
” وبدأ الفقهاء والعلماء ينتقلون من بلد إلى آخر. ولذلك أصبحت الرحلة في طلب العلم وسماع الشيوخ ضرورة ملحَّة. وقد أَولى بعض خلفاء بني أُمية هذا الجانب اهتماماً خاصاً، فيروى أن الوليد بن عبد الملك (رضي الله عنه)كان يعطي إعانات للقراء المتفرغين لطلب العلم في بيت المقدس. وأن عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه)كتب إلى والي حمص : ” انظر إلى القوم الذين نَصبوا أنفسهم للفقه، وحبسوها في المسجد عن طلب الدنيا، فأَعط كل رجل منهم مائة دينار يستعينون بها على ما هم عليه من بيت مال المسلمين وإن خيرا لخير أَعجله” (32).
وكان من اهتمام بني أمية بالرحلات والبعوث الدعوية ودعمها ما جاء من أن عمر ابن عبدالعزيز(رضي الله عنه) الخليفة الزاهـــــــــــــد الراشــــــــد، والداعية الناصح. كان يحرص على نشر العلم في الأمصار والبواد حيث بعث يزيد بْن أبي مالك الدمشقي، والحارث بْن يمجد الأشعري يفقهان الناس في البدو (33).
وبهذا يتضح أثر الدعم السياسي التي لاقته رحلات وبعوث الصحابة والتابعين(رضي الله عنهم) الدعوية والتي كانت أحد أسباب نجاحها.
[1] سور الأنبياء، الآية : 107.
[2] سورة الفرقان، الآية : 1 .
[3] أخرجه الإمام البخاري، كتاب الصلاة، أبواب استقبال القبلة، باب قول النبي ﷺ،جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، ح427، 1/ 170.
[4] سورة الأعراف، الآية : 158.
[5] سورة الحج، الآية : 49 .
[6] من مفاهيم ثقافتنا الإسلامية، د. علي القرني، مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة والدراسات الإسلامية، المجلد 13/ العدد 21، ص47 .
[7] طبقات ابن سعد، 1/258.
[8] السياسة الخارجية للدولة الإسلامية في عهد النبوة، عبدالله السحيباني، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية، المعهد العالي للقضاء، 1399هـ،ص80 .
[9] المرجع السابق، ص91.
[10] السيرة النبوية والاثار المحمدية، أحمد زيني دحلان، المطبعة الأزهرية، مصر، الطبعة الثالثة، 1351هـ، 3/63 .
[11] السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، أحمد غلوش، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى 1424هـ، ص515.
[12] سفراء النبي، محمود شيت خطيب، دار الأندلس الخضراء، جدة، الطبعة الأولى، 1417هـ، 2/201.
[13] السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، أحمد غلوش، ص522-523.
[14] وقفات مع أحاديث تربية النبي ﷺ لصحابته (رضي الله عنهم)، عبد الرحمن بن عبد الكريم الزيد، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة: السنة السادسة والثلاثون العدد (112) 1424هـ، ص103.
[15] انتشار الإسلام الفتوحات الإسلامية زمن الراشدين، جميل عبد الله المصري، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة السنة الحادية والعشرون، العددان الواحد والثمانون والثاني والثمانون، المحرم – جمادى الآخرة 1409هـ، ص73 .
[16] انظر: عصر الخلافة الراشدة، ضياء العمري، ص329 .
[17] المرجع السابق، عصر الخلافة الراشدة، ضياء العمري، 297.
[18] طبقات ابن سعد، 6/9 .
[19] انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر، 1/315.
[20] انظر: التراتيب الإدارية والعمالات والصناعات والمتاجر والحالة العلمية التي كانت على عهد تأسيس المدنية الإسلامية في المدينة المنورة العلمية للكتاني، حققه: عبد الله الخالدي، دار الأرقم، بيروت، الطبعة الثانية، 2/293.
[21] تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، 2/81.
[22] انظر: تاريخ دمشـــق، لابن عساكر، 1/315 .
[23] عصر الخلافة الراشدة، ضياء العمري، ص 330 .
[24] أسمى المطالب في ســـــيرة أمــــير المؤمنــــــين علي بن أبي طالب(رضي الله عنه)، علي الصلابي، مكتبة الصحابة، الشارقة، 1425هـ، 1/274.
[25] الأسس العلمية لمنهج الدعوة الإسلامية، عبد الرحيم المغذوي، ص167.
[26] منهج علي بن أبي طالب في الدعوة إلى الله، سليمان بن قاسم العيد، دار الوطن، الرياض، الطبعة الأولى 1422هـ. ص12.
[27] انظر: البداية والنهاية، لابن كثير 10/566 والوافي بالوفيات للصفدي، حققه: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث ، بيروت، د ط، 1420هـ.
[28] عصر الخلافة الراشدة، ضياء العمري، ص236.
[29] تاريخ الدولة الأموية، عمر بن سليمان العقيلي، الجمعية التاريخية السعودية بجامعة الملك سعود، الرياض، 1426ه، ص 170 .
[30] حركة الجهاد والفتح الإسلامي في عهد الدولة الأموية وأثرهما في الدعوة إلى الله تعالى وانتشار الإسلام، ناصر الأحمد، رسالة دكتوراه، معهد الدعوة الجامعي، بيروت، 1429هـ، ص214.
[31] تاريخ الدولة الأموية، عمر بن سليمان العقيلي، ص172.
[32] المرجع السابق، ص161، انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر، 320/46.
[33] انظر: تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر، تحقيق: عمر بن غرامة العمروي، دار الفكر، بيروت، د ط، 1415هـ، ترجمة : الحارث بن يمجد الأشعري القاضي، 11/510.