أوجه الاستفادة من منهج الصحابة والتابعين في رحلاتهم الدعوية في العصر الحاضر

توطئـــــــة:

كان من فضل الله تعالى أن ورَّث دعاة الرحلات والبعوث الدعوية من الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” ــــ من جملة ما ورثَّوا ــــ ذلك المنهج العظيم في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية، هذا المنهج المستمد جوهره من القرآن الكريم وسنة النبي ﷺ  والذي اعتنى به طلابهم به من بعدهم فدونوه وبثوه في كثير من المصنفات التي تركوها للأمة لينهلوا من معينها المنهج الصحيح لمن شاء الله له الهداية فجزاهم الله عنا وعن أمة محمد ﷺ خير الجزاء، وغني عن القول أن هذا المنهج يصلح لكل زمان ومكان، وإن كان من اختلاف فهو في بعض الطرق والكيفيات التي يمكن الاستفادة منها وتوظيفها فيما هو خير لأمة الإسلام، فالدعوة بالكلمة الطيبة المؤيدة بالوحيين التي كان الصحابة “رضي الله عنهم” والتابعون المرتحلون والمبعوثون للدعوة يُرغبون بها عباد الله هي نفسها ولم يختلف إلا الحامل لها من أشخاص دعاة الحق ومن توجه إليه من المدعوين، وعلى هذا فسيذكر الباحث شيئاً من أوجه الاستفادة من منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم”في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية في العصر الحاضر ومن الله التوفيق والسداد.

*   *   *

المطلب الأول

أوجه الاستفادة من منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم”المرتحلين والمبعوثين للدعوة فيما يتعلق بالدعاة

نظرا لوجود عدداً من الدراسات والمؤلفات المتخصصة في تناول الجوانب المتعددة في منهج دعوة السلف الصالح (1)،  إضافة إلى ما ذكره الباحث في ذلك (2). فسيقتصر الباحث في هذا المطلب على ذكر أوجه استفادة الداعية فيما يتعلق بالرحلات الدعوية والمستفادة من منهج الصحابة والتابعين  ”رضي الله عنهم”المرتحلين والمبعوثين للدعوة وهي على النحو التالي: 

1- معرفة فضل الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” في نقل وإيصال الدعوة إلى بلدان مختلفة:

أمر الله سبحانه وتعالى وهو المتفضل على عباده في الدنيا والآخرة ألا ننسى لأهل الفضل فضلهم وأن ننسبه لأهله، وامتدح تبارك وتعالى المعترف بذلك وأثنى على فاعل الخير بالخير فقال تبارك وتعالى: (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) (3).   قال الطبري ــ رحمه الله ــ : ” ولا تغفلوا أيها الناس الأخذ بالفضل بعضكم على بعض فتتركوه” (4).

وقد مر معنا في هذه الدراسة مالذي أوجبه الله ورسوله ﷺ علينا تجاه سلفنا الصالح ومنهم الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم” المرتحلون والمبعوثون للدعوة، وهاهنا أمر يختص بالدعاة دون غيرهم وهو مايتعلق بمعرفة فضل الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة في نقل وإيصال الدعوة إلى البلدان والأماكن التي ارتحلوا إليها ليبلغوا عن الرسول ﷺ مابعثه الله عليه من النور والهدى، ولم يكن ذلك بالأمر الهين البسيط بل كان بالصبر على مفارقة الأوطان وترك الأهل والخلان، تحملوا مشاق السفر وعانوا من أهواله، فمنهم من تعرض للقتل كالقُرّاء السبعين الذين بعثهم الرسول ﷺ إلى بئر معونة، وكذا ماكان من مأساة الرجيع، ومنهم من تعرض للبطش والتنكيل، والتهديد والوعيد (5)، ولم يكن دعاة الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” عند بعض أهل الأمصار محل حفاوة وترحيب، بل إن بعضهم واجه التعنت والإعراض، والسب والسخرية، ومع كل هذا كانوا على جانب عظيم من التصبر والحلم، والعفو والشفقة والإحسان بالمدعوين، والعفو عنهم بل والدعاء لهم بالهداية والغفران (6)، فأورثهم الله حسن العاقبة، وأنار الله بهم القلوب وجعل من محط رحالهم مراكز علم تشع بالخير والنور، وعلى هذا فحري بالدعاة فضلاً عن غيرهم أن يحفظوا للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة قدرهم، ويعرفوا لهم مكانتهم  فيدعون لهم ويترضون عنهم وينزلونهم منازلهم، ويدافعون عنهم بقراءة سيرهم والتعريف بفضلهم، والتأسي بهم، وخاصة في هذه الأزمنة العصيبة التي استشرى شر الروافض فيها فصاروا يتنقصون وينالون ممن اختصهم الله بصحبة سيد المرسلين وخاتم النبين ﷺ ، ولأن في ذلك دفاعاً عن الدين كله، فهم  ”رضي الله عنهم”حملته وفي تنقصهم والنيل من مقامهم الشريف تنقص لما جاءوا به .

2- حث الدعاة على الرحلة في طلب العلم :

ما أعظم تلك السير العطرة للدعاة من الصحابة والتابعين ”رضي الله عنهم” المرتحلين للدعوة وتلاميذهم، فكما مر معنا في هذه الدراسة نجد أن من حرصهم وتفانيهم في طلب العلم وتشجيعهم عليه ما تذهل له العقول، ولهذا فقد كان من أثر رحلات الصحابة والتابعين”رضي الله عنهم” الدعوية بين مختلف الأمصار تشجع طلاب العلم على التنقل والارتحال لأجل سماع حديث واحد أو لقاء شيخ أو سماع مسألة، فقد كانت الرحلة من مؤهلات الدعاة ولوازم طريقتهم ومنهجهم في التحصيل  بل أصبحت معيار الحكم على المستوى العلمي للعالم والفقيه، وقد رأينا في هذه الدراسة شيئاً من السير الناصعة لبعض الصالحين الناصحين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل تحصيل العلم وتدوينه، فتحملوا عناء الرحلات الطويلة المتوالية، وواصلوا الليل بالنهار لا يرجون من ذلك متاعاً زائلاً، بل كانت غايتهم ما أعده الله لطلاب العلم والعلماء.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (7).

وعن معاوية بن أبي سفيان “رضي الله عنه” أن رسول الله ﷺ قال : (( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)) (8).

” قال أبو محمد الأندلسي ــــ رحمه الله ــــ: “يترتب على هذا من الفقه أن مَنْ منَّ عليه بأحد هذين الوجهين فليستبشر بالخير العظيم والفضل العميم، إذ إن الشارع عليه السلام قد جعل ذلك علامة على من أراده الله للخير ويسره إليه، وكيف لا تحق لهم البشارة وبهم يرسل الله الغيث ويرفع الجدب ويرحم البلاد والعباد” (9).

“ومن لم يكنْ رُحْلَةً لن يكونَ رُحَلَةً.  فمن لم يرحل في طلب العلم، للبحث عنِ الشيوخ، والسياحة في الأخذ عنهم، فيبعد تأهله ليرحل إليه، لأنَّ هؤلاء العلماء الذين مضى وقت في تعلمهم، وتعليمهم، والتلقي عنهم: لديهم من التحريرات، والضبط، والنُّكات العلميـــــــة، والتجــــــــارب، ما يعز الوقوف عليــه أو على نظائـــــرِه في بطــــون الأسفار” (10).

إن على الدعاة أن يحييوا هذه السنة العظيمة التي كانت من منهج الصحابة والتابعين”رضي الله عنهم” المرتحلين للدعوة وتلاميذهم،  قال القرطبي ـــــــ رحمه الله ـــــــ في تفسير قوله تعالى: (وَإِذْقَالَمُوسَىٰلِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) (11).

“في هذا من الفقه رحلة العالم في طلب الازدياد من العلم، والاستعانة على ذلك بالخادم والصاحب، واغتنام لقاء الفضلاء والعلماء وإن بعدت أقطارهم، وذلك كان في دأب السلف الصالح، وبسبب ذلك وصل المرتحلون إلى الحظ الراجح، وحصلوا على السعي الناجح، فرسخت لهم في العلوم أقدام، وصح لهم من الذكر والأجر والفضل أفضل الأقسام” (12).

3- تنظيم الرحلات والبعوث الدعوية:

من أوجه استفادة الدعاة من منهج الصحابة والتابعين”رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة في العصر الحاضر تنظيم الرحلات والبعوث الدعوية، فالعالم يشهد في هذا العصر انتشار كثيراً من الرحلات والبعوث الدعوية الضالة من المنصرين والروافض وغيرهم، وقد سعوا في الأرض فساداً وكان من نتائج هذه الرحلات والبعوث الدعوية الضالة أن صرفوا كثيراً من المسلمين فضلاً عن غيرهم عن دينهم. (13)

ولهذا فإن على المنشغلين بأمر الدعوة والدعاة من مؤسسات وأفراد إعادة النظر في الجهود القائمة فيما يختص بالرحلات والبعوث الدعوية والاستفادة من المنهج العظيم الذي تركه الصحابة والتابعون”رضي الله عنهم” في ذلك، إذ وبالرغم من النتائج المباركة التي تحققت للرحلات والبعوث الدعوية المعاصرة من قبل دعاة الحق إلا أننا نجد بعض الرحلات الدعوية التي يغلب عليها العشوائية وعدم التخطيط، والجهل بطبيعة البلدان المرتحل إليها، وأن هناك ممارسات من البعض تركت سلبيات كبيرة وخطيرة جراء التعامل معها بمنظور ضيق بالرغم من أن الشريعة أفسحت فيه.

إن أمر التنظيم الموحد في ذلك أصبح من الضرورة بمكان،  إن على دعاة اليوم أفراداً ومؤسسات الاهتمام بهاتين الوسيلتين المهمتين فنحن الذين على الحق ونحن الأولى بإعداد الدراسات والرؤى والخطط، وعقد المؤتمرات الدورية التي تتدارس أمر تنظيم الرحلات والبعوث الدعوية وليس غيرنا من أمم الضلال والبدع والإفساد التي تحقق لها كثير من النجاحات بسبب ما تلقاه من دعم مادي مفتوح وما رافق ذلك من إعداد اعتمد على المعرفة التامة في كل ما يحيط بـمباشرة هذه الدعوات وما رافق ذلك من بعث البعوث وإرسال الدعاة،  لابد من مقاومة تلك الجهود والبدء من حيث انتهوا، والحكمة ضالة المؤمن لابد من إيجاد مراكز تدريبية تتخصص في تدريب الدعاة على الرحلات والبعوث الدعوية وفق خطط تغطي جميع جوانب المهام التي ستتكفل بمعرفة الإمكانات والطاقات المختلفة التي ستوظف في تحقيق الأهداف والتعامل مع ما يكون من مفاجآت،  وهذا ما تحتاجه الأمة اليوم … التخصص الذي نحن اليوم بأحوج ما نكون إليه. والمتخصص في دعوة بيئة أو مكان محدد سيوفر الكثير والكثير وسيكون الجسر الذي يمكن من خلاله ــ بتوفيق الله ــ تحقيق الكثير من الغايات .  صحيحٌ أن الأمة ليست لديها الإمكانات المهولة لتلك الفرق التي اجتمع لدعمها أغنياء العالم أفراداً وجماعات،  ولكن لديها الحق الذي نصره الله ووعد بنصره.

*   *   *

المطلب الثاني

أوجه الاستفادة من منهج الصحابة والتابعين”رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة فيما يتعلق بالمدعو

هناك فوائد عديدة بالإمكان الاستفادة منها في عصرنا الحاضر من منهج الصحابة  والتابعين “رضي الله عنهم”المرتحلين والمبعوثين للدعوة فيما يتعلق بالمدعو ومن ضمنها ما يلي:

1- الاهتمام بالمدعو:

يُعد المدعو أحد أركان الدعوة، فهو الذي من أجله بعث الله رسله وأنبياءه ــــ عليهم السلام ــــ ليبشروه وينذروه، فقد كان منهج الصحابة والتابعين”رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة اتخاذ المدعو هدفاً من أهداف هذه الرحلات والبعوث الدعوية ولقد سلك الصحابة والتابعون”رضي الله عنهم” في ذلك منهجاً دعوياً ناسب جميع أصناف المدعوين فقد راعوا تفاوت المدعوين في صفاتهم، وسجاياهم المتنوعة، وإدراكاتهم المختلفة، فمنهم “الذي يؤخذ بالترغيب، ومنهم الذي يتأثر بالترهيب، ومنهم المسالم المنصت، ومنهم المجادل العنيد، ومنهم المتعالم، ومنهم المتجاهل، ومنهم القوي، ومنهم الضعيف، وقد يكون لبعضهم ظروف مؤقتة، تمنعه من الإدراك، وتحول دونه ودون الاستجابة، كمصيبة مفاجئة، أو خسارة فادحة، أو حالة نفسية معينة، ومما لا شك فيه أن مُقتضى الحكمة، ونفع الخطاب. أن تُراعى هذه الطباع، وأن يُهْتَمَّ بخطاب كل صنف بما يناسبه، في إطار الشرع الحنيف” (14).

وهذا ما فعله الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم”المرتحلون والمبعوثون للدعوة، الذين أخذوا بمنهج نبيهم ﷺ ومن تأمل سنته ﷺ ” وسيرته رأى أن خطابه ﷺ يختلف باختلاف المخاطبين وأحوالهم وبيئاتهم وطرائق تفكيرهم، كل وما يناسبه وينفعه” (15).

فالذي يناسب الملأ من الناس قد لا يتناسب مع جمهورهم والذي يؤثر في المسلمين قد لا يتأثر به غيرهم من غير المسلمين وعلى هذا فقد نهج دعاة الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية مناهج ناسبت جميع هذه الفئات، ونظراً لأهمية الملأ ولما في دعوتهم وقبولهم أثر في قبول غيرهم من التابعين لهم فقد راعى الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم” المرتحلون والمبعوثون للدعوة مكاناتهم وذلك بحسن العرض عليهم والتلطف بدعوتهم ومخاطبتهم بألقابهم، ولما كانت الشدة والغلظة هي ديدن الكثير منهم إذ إنه ما من دعوة إلا وتجد هؤلاء من المعاندين لأصحابها، والمقاومين لانتشارها، والمعذبـــــين لأتباعهـــــا كما قـــــــــال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ * وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) (16).

فلذا سلك دعاة الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم”المرتحلين والمبعوثين للدعوة منهج نبيهم ﷺ المتمثل في استيعاب جهالتهم واحتواء تطاولهم والترفق بهم ليس خوفاً منهم بدليل أنهم يظهرون الشدة والغلظة إذا ما رأووا مناسبة ذلك لفئة منهم، وأما ما يختص بجمهور المدعوين فقد حرصوا “رضي الله عنهم” على الترفق بهم … إلا أنهم واجهوا بعض المواقف التي لم تنتشر إلا في عصرهم وهو ما كان من استشراء البدع وظهور كثيرٍ من المخالفات في كثيرٍ من الأمصار التي ارتحلوا  إليها ولذلك كان منهجهم في التعامل معها الغلظة والشدة والتشهير، وعلى هذا فحري بالداعية الذي يعزم على رحلة دعوية أن يحتاط لذلك أشد الاحتياط وذلك بالحرص على التعرف على المدعوين الذي يريد دعوتهم، وألا يعتمد على أسلوب التخبط والتخرص، الذي يكون بسبب عدم الدراية والتخطيط؛ لأن الأخذ بالأسباب مظنة وقوع المسبب بتوفيق الله تعالى .

فالله جل وعلا يحب الإتقان كما قالﷺ : ((إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ)) (17)، “وهذا الإتقان ليس من باب التحسينات التي  يحبّها الله تعالى بل هو من الواجبات التي أمر بها، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والنهوض بواجب الدعوة الإسلامية اليوم وإقامة دين الله تعالى في أرضه وإعادة العزّة للمؤمنين والتمكين لهم في الأرض من أوجب الواجبات المنوطــة بالأمة” (18). وللداعية الاستفادة من وسائل العصر الحديثة التي وفرت بحمد الله أموراً لم يكن الحصول عليها إلا بشق الأنفس، فمن خلال هذه الوسائل يستطيع الداعية الذي  يهم بالرحلة الدعوية التعرف على الكثير مما يتعلق بالمدعوين وغني عن القول أن لتوحيد الجهود في ذلك الأهمية البالغة التي يجب أن تكون وفق رؤى محددة وقواعد منظمة مثل ما هو كائن في أمر الحملات التنصيرية والرافضية التي تعد دعاة الزيغ والضلال وتزودهم بمعلومات وافية بحال المدعوين، وتقاليدهم، وطرائق التعامل معهم وسبل محاورتهم وإقناعهم.

2- حث المدعو على طلب العلم والارتحال من أجله:

من أوجه الاستفادة من منهج الصحابة والتابعين في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية”رضي الله عنهم” في العصر الحاضر فيما يتعلق بالمدعو ما كان من حث المدعوين على طلب العلم والرحلة من أجله، وقد كان منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم”في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية فيما يتعلق بذلك حث المدعوين على طلب العلم الذي ورد في فضله الشواهد الكثيرة كمثل قوله ﷺ  في الحديث الذي رواه  أبو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (( …َمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ…)) (19)

وعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيباً، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: (( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِــــمٌ وَاللَّهُ يُعْطِـي، وَلَنْ تَــــزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمـــَةً عَلَى أَمـــرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُـــمْ مَـــنْ خَالَفَهـــُمْ حَتَّى يَأْتـــِيَ أَمـــْرُ اللَّهِ )) (20)

“ولهذا كان جمع من أكابر السّلف إذا دخل إلى أحدهم غريب طالب علم يقول مرحباً بوصية رسول الله ﷺ” (21).

وقد كان أبو الدرداء ينظر إلى أصحاب الحديث، ويبسط رداءه لهم، ويقول: مرحباً بأحبة رسول الله ﷺ ” (22).

ورحلة المدعو لأجل طلب العلم سنة فعلها الصحابة “رضي الله عنهم” مع سيد الأنبياء والمرسلين ﷺ عن عقبة بن الحارث أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فركب إلى رسول بالمدينة فسأله فقال رسول ﷺ : ((كَيْفَ وَقَدْ قِيلَ  فَفَارَقَهَا عُقْبَةُ وَنَكَحَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ)) (23).

وكما أن الحديث السابق في بابٍ أسماه الإمام البخاري الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله ،فقد عقد في صحيحه في كتاب العلم باباً أسماه ” باب الخروج في طلب العلم ورحل جابر ابن     عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد” (24).

والأمثلة في هذا كثيرة، وقد ساق الحافظ الخطيب البغدادي  في كتابه ( الرحلة في طلب الحديث ) العديد من أخبار الصحابة “رضي الله عنهم” الذين رحلوا في طلب الحديث الواحد.

وكان الصحابة  ”رضي الله عنهم”المرتحلون للدعوة يحثون التابعين على طلب العلم وعلى الرحلة من أجله فعن عبد الله ابن مسعود “رضي الله عنه” أنه قال : “والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه” (25).

لقد زهد أكثر الناس اليوم في الرحلـــــة لأجــــل طلب العلم، ظناً من الراغب فيه أنه جاء ما يغني عنها والحقيقة أن للرحلة في طلب العلم فوائد عظيمة فهي تزيد من كمال المتعلم وتحصيله لما يراه من عظيم فوائد المشايخ وتعدد طرقهم، هذا بالإضافة المتعة النفسية التي وجدها المرتحلون بالرغم مما لحقهم من جراء ذلك من التعب، ويكفي ما أعده الله لمن يرحل في ذلك الأجور العظيمة التي خصها الله لمن يخرج لطلب العلم.

*   *   *

المطلب الثالث

أوجه الاستفادة من منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة فيما يتعلق بموضوع الدعوة

من فوائد منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم”المرتحلين والمبعوثين للدعوة فيما يتعلق بموضوع الدعوة ما يلي:

1- العناية بالتوحيد:

إن التوحيد هو أعظم ما يجب على الدعاة المرتحلين للدعوة في العصر الحاضر الاهتمام به، فالصحابة والتابعون”رضي الله عنهم”  المرتحلون والمبعوثون للدعوة نهجوا في ذلك منهج الأنبياء والمرسلين عليهم السلام الذين جعلوا توحيــــد الله بالعبــــادة قضيتهم الأولى قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (26).

إن العالم الإسلامي اليوم يعج بصنوف الشركيات التي كانت السبب فيما يلاقونه من مصائب وفتن، وقهر وذل، وتكالب أمم الأرض عليهم، ولن ترى أمة الإسلام العزة والرفعة إلا إذا أعادت التمسك بعرى التوحيد الذي خلص العرب من جاهليتهم وما كانوا فيه من شقاء وبؤس،  ولهذا فعلى جميع المهتمين بالرحلات والبعوث الدعوية المعاصرة من المؤسسات والأفراد إعطاء التوحيد ما يستحقه من اهتمام وتقديمه على ما سواه فبصلاح التوحيد يصلح سائر ما سواه من سائر العبادات، ولن يجد الدعاة اليوم أفضل ولا أنجع من المنهج الذي سار عليه الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم”في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية فيما يتعلق بموضوع التوحيد والمستمد من مشكاة النبوة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

2- الترتيب في الموضوعات:

اعتنى الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم”المرتحلون والمبعوثون للدعوة بمراعاة الترتيب في الموضوعات فلم يهتموا بالجزئيات على حساب الكليات ولا بالدعوة إلى الالتزام بالفروع قبل الأصول، وهذا لا يعني أنهم “رضي الله عنهم” تساهلوا في أي منها حاشا لله فالدين كله لله والذي عليهم كما على سائر الدعاة وجوب تبليغ وبيان كل ما شرعه الله،  إلا إنهم عملوا بسنة نبيهم ﷺ الذي راعى ذلك في دعوته ومن ذلك ما كان في رحلة معاذ “رضي الله عنه” حين بعثه النبي ﷺ  إلى اليمن ففي الحديث بيان لترتيب موضوعات الدعوة  قال رسول اللَّه ﷺ لمعاذ بن جبل: (( إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُـــولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّــاكَ وَكَرَائــــِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّــقِ دَعْــوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ )) (27). ففي الدعوة كليات وجزئيات، وواجبات ومستحبات ومحرمات ومكروهات، وقضايا كبرى وصغرى . . كل يجب أن تعرف مواقعها وتوضع في مواضعها” (28). إن الواقع المشاهد للرحلات الدعوية لأهل السنة والجماعة ليشهد تبعثر الجهود وهي للفردية أقرب من التنظيم الجماعي الموحد، فلكل منهم فهمه، وإدراكه، ومستواه العلمي والعقلي،  ولا يوجد من يحدد الموضوعات الدعوية المستمدة من منهج السلف الصالح والتي يجــــب أن يكــــون لها دعم يُلزم بتطبيقهــا، فعسى الله أن يقيض لهذا الأمر من يقوم به .

3- مراعاة تطبيق الشريعة في كل أمر:

اهتم الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم”في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية بتطبيق الشريعة في كل أمر من أمورهم الحياتية، وقد قاموا “رضي الله عنهم” بتنفيذ وصية الرسول ﷺ  في ذلك فكانوا ومع توسع الفتوحات وازدهار الرحلات والبعوث الدعوية  يتنقلون بعقائدهم السمحة، وأخلاقهم الحسنة، وشرائعهم الشاملة العادلة، فازدهرت بلاد المسلمين وعم الأمن وشاع العدل في أرجائها.

وقد كان منهج الصحابة والتابعين في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية حث الناس على أداء كافة العبادات بعد نطق الشهادتين والدخول في الإسلام، ويأتي في مقدمة ذلك الصلاة، وإيتاء الزكاة. دعا خالد بن الوليد “رضي الله عنه” ملك الروم ما هان فقال :” ونحن ندعوكم الى ما دعانا اليه نبينا هذا والله الذى لا إله إلا هو أمر الله به نبيه فعلمنا وأمرنا به أن ندعو الناس إليه ونحن ندعوكم إلى ما دعانا إليه نبينا وإلى ما أمرنا به أن ندعو إليه الناس فندعوكم إلى الإسلام وإلى أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبــــــده ورسولـــــه وإلى أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكــــاة وتقـــروا بما جــــاء مــــن عند الله” (29) . وعلى هذا فيجب على الدعاة بصفة عامة، والمرتحلون للدعوة بصفة خاصة الاهتمام بهذا الموضوع المهم.

4- التحذير من البدع ومحدثات الأمور:

كانت البدع من أعظم المعوقات التي واجهها الصحابة “رضي الله عنهم” والتابعون في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية،  إذ إن الكثير منها ظهر في عصرهم، وخاصة تلك التي حصلت بعد مقتل الخليفة الراشد  عثمان بن عفان  ”رضي الله عنه”وكان منهجهم “رضي الله عنهم” ورحمهم في التعامل معها التحذير الشديد منها ومن الاختلاط بأصحابها، والتشهير بهم، والبراءة منهم ومن افترائاتهم، واكاذيبهم، وهذه الرسالة كانت توجه للدعاة قبل غيرهم قال حذيفة “رضي الله عنه”: “اتقوا الله يا معشر القراء وخـــــذوا طريـــــق من كـــان قبلكم فو الله لئن استقمتم لقــــــــد سبقتم سبقا بعيــــــــدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيــــــداً” (30).

وعلى هذا فحري بالدعاة في هـذا العصر الاهتمام بهذا الجانب العظيم الذي زلت به كثير من الأقدام، ولم يقتصر أمرها على تلك البدع والمخالفات القديمة بل إنها توالدت وتكاثرت ــــــ لاكثر الله دعاتها ـــــــ  وصار لها من يدعمها ويسير لها الدعاة وينظم لها البعوث الدعوية الضالة التي ملأت الأرض بالفساد.

5- تحقيق الأخلاق الفاضلة:

شرعت العبادات لتحقيق الأخلاق الفاضلة وقد كان منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم”  في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية يجمع بين الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة والحث عليها والعمل بها ، فقد كانوا يعتنون بالإحسان ويدعون إليه سواء فيما يختص بإحسان العبد في عبادة الخالق جل في علاه أو الإحسان إلى المدعو والعناية به، كما أن الصحابة والتابعين”رضي الله عنهم”  المرتحلين للدعوة كانوا يعتنون بأمر العفو والعمل به والدعوة إليه وكذلك الأمر بالنسبة للكرم والجود، والتواضع ولين الجانب، والرحمة بالمدعوين والترفق بهم، وقد ساهم هذا النهج في قبول ونجاح هذه الرحلات والبعوث المباركة، فحري بالدعاة الاستفادة من هذا المنهج العظيم.

*   *   *

المطلب الرابع

أوجه الاستفادة من منهج الصحابة والتابعين  ”رضي الله عنهم”المرتحلين والمبعوثين للدعوة فيما يتعلق بالوسائل والأساليب الدعوية

من فوائد منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة فيما يتعلق بالوسائل والأساليب الدعوية ما يلي:-

1- أهمية الوسائل والأساليب الدعوية:

تعد الوسائل والأساليب الدعوية من الوسائط المهمة في جميع مراحل الدعوة إلى الله تعالى، فهي الناقلة للمضامين الدعوية ولا يمكن التوصل للمدعو إلا بها، ولذلك اعتبرت من أركان الدعوة إلى الله تعالى، ومقدار التأثر بالدعوة والانتفاع بها إنما يكون بقدر قوة هذه الوسائل والأساليب ومناسبتها. وعلى هذا فقد اهتم الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية  بالوسائل والأساليب الدعوية المشروعة وقد انتهجوا في ذلك منهج نبيهم ﷺ الذي قام بتعليمهم وتربيتهم عليه فكانت ثمرة هذه الجهود ما تحقق لهم من نجاح في سير دعوتهم المباركة رغم ما واجهوه من مصاعب وتحديات .

إن على دعاة الرحلات والبعوث الدعوية في العصر الحاضر الاهتمام بالوسائل والأساليب الدعوية المتعددة والمتجددة، والتي سهل الله بها أموراً كثيرة، وغني عن القول أنه لابد للداعية مراعاة التعرف على حال المدعو وما الوسائل  والأساليب المجدية في دعوته فالذي يناسب أهل الشرق قد لا يناسب أهل الغرب، والذي يناسب العرب قد لا يناسب العجم، والذي يناسب المسلمين لا يناسب غير المسلمين، وكان من فضل الله أن توفرت للدعاة وسائل للتعرف على هذا كله، كما يسر الله إقامة كثيرٍ من المؤسسات العلمية الخاصة والعامة التي تعنى بالتعريف بهذه الوسائل والأساليب الدعوية وطرق تطبيقها والتدريب عليها.

2- مشروعية الوسائل والأساليب الدعوية :

مما يستفاد منه في منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين للدعوة فيما يتعلق بالوسائل والأساليب الدعوية، مراعاة مشروعيتها وعدم الاعتماد على ما نهى عنه الشارع الكريم، ولذا فعلى الدعاة بصفة عامة ودعاة الرحلات والبعوث الدعوية خاصة مراعاة مشروعية الوسائل والأساليب الدعوية.

” والأصل في الوسائل والأساليب الدعوية الحل والإباحة بشرط ألاَّ يكون فيها مخالفة شرعية ؛ إذ الأساليب والوسائل لهما حكم الغايات والأهداف، والدعوة هدفها شريف ومشروع فكذلك يجب أن تكون أساليبها ووسائلها سليمة ليس فيها ما يخالف الشرع المطهر فالداعية له حرية اختيار ما يتاح له من الأساليب والوسائل المباحة شرعا والمناسبة لإمكاناته وقدراته والمناسبة لموضوع دعوته ولجمهورها” (31).

إن تجاهل الأحكام الشرعية المتعلقة بالوسائل والأساليب الدعوية، يٌعد انحرافاً بالدعوة عن مسارها، وخروجاً بها عن مصادرها الأصلية، لأن الدعوة إلى الله تعالى لابد أن تكون منطلقة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ ومنضبطة بأحكام الإسلام في وسائلها وأساليبها فالغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة.

3- الحاجة إلى الرحلات والبعوث الدعوية:

تعد الرحلات والبعوث الدعوية من الوسائل الدعوية المهمة وقد استخدم رسولنا ﷺ هاتين الوسيلتين ” من أجل الدعوة وتبليغ الرسالة؛ لما لها من أهمية في مباشرة التوجيه، ومعرفة موقف المدعوين، والرد على تساؤلاتهم واستفساراتهم، وكان النبي ﷺ لا يفرق بين قوم وقوم، ولا بين مكان ومكان، بل كان يتجه كلما أمكنه ذلك … ولعل ذهابه إلى الطائف سيراً على قدمه ذهاباً ورجوعاً، دليل على ذلك، وعلى مدى ما تحمله الرسول ﷺ للدعوة بهذه الوسيلة” (32).

وكذلك ما كان من أمر بعوثه ﷺ الدعوية، ولذا فقد اهتم الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم” بهاتين الوسيلتين بعد وفاة النبي ﷺ فكان أن أشرقت الأرض بنور ربها، وانتشر الإسلام في جميع الأمصار المفتوحة.

إن على المنشغلين بأمر الدعوة اليوم الاهتمام بهاتين الوسيلتين، وإعطاءهما ما تستحقان من اهتمام إذ إن أمم الكفر والضلال سيرت دعاتها في كل مكان فانتشروا في الأرض يدعون إلى مللهم الفاسدة، ولم يقتصر أمر هذه الدعوات ــــ وكما مر معنا في هذه الدراسة ــــ على غير المسلمين بل على المسلمين أنفسهم وما كان ذلك إلا بسبب غياب المنهج الصحيح وهو الإسلام، وانحراف كثير من المسلمين عن دينهم، وجهلهم بعقيدتهم، إن أمة الإسلام اليوم بحاجة إلى الرحلات والبعوث الدعوية الراشدة المستندة إلى القواعد الصلبة من كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ وتعتمد بعد الله على كل ما أتيح لهذه الرحلات والبعوث الدعوية من وسائل وأساليب دعوية مشروعة.

*   *   *

الخـــــــــــــــــــــاتـــــــــــــمـــــــــــــــــــــــة

وتتضمن:

1 ــ     خلاصة البحث.

2 ــ     أهم النتائج التي تم التوصل إليها.

3 ــ    أبرز التوصيات والمقترحات المتعلقة بالبحث.

 

الخـــــــاتمـــــــــة

الحمد لله الذي تم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على خير المرتحلين والمبعوثين للدعوة إلى الله أما بعد:  تم الانتهاء من إعداد هذه الدراسة التي أسأل الله جل في علاه أن ينفع بها كاتبها، وكل من ساهم في إعدادها،  لقد كانت رحلة عظيمة مباركة مؤثرة تنَّقل فيها الباحث بين كوكبة من المصطفين من خلقه الذين آثروا ما عند الله وما أعده الله للدعاة الأبرار؛ إن هذه الرحلة بين سير هؤلاء الرجال لم تكن الأولى إلا أن الجديد الذي وجدته لخاصة نفسي ــــ وأسأل الله أن ينفع به غيري ــــ أن لهذه السير صوراً غير التي ألفناها.. هناك عجائب ومواقف يذهل المتعمق فيها ..كيف صير هذا الدين هؤلاء الرجال إلى ما نرى من الشجاعة والتناهي في الإقدام؟ والتضحية بكل شيء في سبيل الدعوة إلى الله؟ فعسى الله أن يوفق الأمة للتمسك بما تمسكوا وساروا عليه فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

ستـتكون هذه الخاتمة من ثلاثة أقسام هي كالتالي :

  1. خلاصة البحث.
  2. أهم النتائج التي تم التوصل إليها.
  3. أبرز التوصيات والمقترحات المتعلقة بالبحث.

 

خلاصة البحث

تناولت هذه الدراسة في التمهيد تاريخ الرحلة، وأوضحت بأنها على مر الأزمان مازالت وسيلة بني البشر في تلبية الكثير من الحاجات كما تم توضيح تاريخ الرحلة عند العرب قبل الإسلام في الفرع الأول وبعد الإسلام في الفرع الثاني، وبينت أن الإسلام غيّر المفهوم العام لمعنى الرحلة إذ توسعت فيه الرحلات، ووضعت لها أسس، وأهداف، وشروط، وآداب مستمدة من مبادئ الإسلام، فتغيرت بذلك الرحلات مع عدل الإسلام، وسماحته، كما أن الإسلام استحدث بعض الرحلات التي لم تكن موجودة من قبل، كرحلات التفكر والاستبصار، والتذكر والاعتبار.

  • خلاصة الفصل الأول: مشروعية الرحلات والبعوث الدعوية وأهميتها، وقد اشتمل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول : مفهوم الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين ”رضي الله عنهم”:

وفيه تم التعريف بالرحلات والبعوث والدعوة والصحابة والتابعين”رضي الله عنهم” في اللغة والاصطلاح، كما تم تناول الرحلات والبعوث في النصوص الشرعية حيث تم تتبع الرحلات التي ذكرها الله تبارك وتعالى في كتابه، وتبين أن لفظ الرحلة جاء مرة واحدةً في سورة قريش، وأما الرحلات فقد ذكر الله في كتابه عدداً من الرحلات كرحلة الإسراء والمعراج، ورحلة بعض رسل الله ، وأما لفظ البعوث فقد وردت مادة (بعث) في كتاب الله جل وعلا على معان متعددة تتنوع بتنوع ما علقت به تلك المادة، ومن هذه المعاني ما دل على المعنى المقصود من البعوث في هذه الدراسة، والذي يعنى الإرسال، وأما في سنة المصطفى ﷺ فقد تم ذكر الكثير من الشواهد النبوية الكريمة التي تضمنت الرحلات والبعوث الدعوية حيث كان يبعث البعوث ويرسل الدعاة من الصحابة “رضي الله عنهم” إلى أصقاع الأرض مبشرين ومنذرين. ومن أن طبيعة الرسالة المحمدية للعالمـــين تقتضي الترحــل لتبليــغ الدعوة ونشـــر الديـــن.

المبحث الثاني : مشروعية الرحلات والبعوث الدعوية:

وفي هذا البحث تم توضيح مشروعية الرحلات والبعوث الدعوية في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ وتبين من سياق عدد من الآيات وكذا أحاديث المصطفى ﷺ مشروعية هذه الوسيلة الدعوية المهمة حيث إن الرسول ﷺ رحل للطائف وكان ﷺ يوافـــي النـــاس فـــي أماكـــن تجمعاتهــــم ويرحـــل إليهــــم، حيث مكث عشر سنين في مكة يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة، وفي المواسم بمني، كما أن الرسول ﷺ يبعث أصحابه في كل مكان ليعلموا الناس أمور دينهم.

 المبحث الثالث : أهمية الرحلات والبعوث الدعوية:

تضمن هذا المبحث مطلبين الأول: أهمية الرحلة في تكوين الداعية ونشر الدعوة وفي هذا المطلب بينت الدراسة منزلة الرحلة في تكوين الداعية، ففي بداية طلب الداعية للعلم تكاد تكون الرحلة أحد الوسائل المهمة في تزوده من علماء المسلمين المنتشرين في أرجاء المعمورة، وكانت تعد معيار الحكم على المستوى العلمي للعالم والفقيه؛ وعند تأهل الدعاة تأتي الرحلة لأجل الدعوة إلى الله فهي شقيقة الأولى وقد تكون أحد دواعيه فقد كانت أحد المعالم البارزة في نشر الدين. وفي المطلب الثاني: تناولت الدراسة أهمية الرحلات والبعوث الدعوية في نشر المِلل والنِحل ومن أنها تم اتخاذها في نشر الملل والنحل الهدامة التي عاثت فيها فساداً وضلالاً، وقد تم الاقتصار على ما يتعلق برحلات وبعوث التنصير والرفض الدعوية؛ نظرًا لعظيم خطرها واتصاف كل منهما بالدقة والتنظيم.

  • خلاصة الفصل الثاني: أنواع الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم”  وبواعثها، وأهدافها، وقد اشتمل على ثلاثة مباحث:

 المبحث الأول: أنواع الرحلات والبعوث الدعوية التي قام بها الصحابة والتابعون”رضي الله عنهم”:

تناول هذا المبحث ثلاثة مطالب لأنواع الرحلات والبعوث الدعوية التي قام بها الصحابة  والتابعون “رضي الله عنهم”حيث تبين أن الأنواع التي تم التوصل إليها بعد الاستقراء والتحليل تنقسم إلى ثلاثة أنواع، فصلت في ثلاثة مطالب، الأول: باعتبار التكليف وتشتمل على فرعين الأول: الرحلات والبعوث الدعوية التكليفية وذلك كتكليف الرسول ﷺ مصعب بن عمير “رضي الله عنه” بتفقيه أهل يثرب وتعليمهم القرآن الكريم، والفرع الثاني : الرحلات الدعوية الذاتية وهي ما تكون بمبادرة من أحد الصحابة “رضي الله عنهم” أو التابعين كرحلة الطفيل بن عمرو الدوسي”رضي الله عنه” لدعوة قومه، وأما المطلب الثاني : أنواع الرحلات والبعوث الدعوية التي قام بها الصحابة “رضي الله عنهم” والتابعون باعتبار العدد وقد اشتمل على فرعين الأول: تناول الرحلات الدعوية الجماعية كبعث عمر بن الخطاب “رضي الله عنه” لعبادة ابن الصامت ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء “رضي الله عنهم” لتفقيه أهل الشام، وأما الفرع الثاني فهي: الرحلات الدعوية الفردية وهي ما يكون المبعوث فيها فرداً كبعث النبيﷺ  معاذ بن جبل “رضي الله عنه” لليمن وبعث عمر بن عبد العزيز “رضي الله عنه” لنافع مولى ابن عمر إلى أهل مصر ليعلمهم السنن، وأما المطلب الثالث فهو: أنواع الرحلات والبعوث الدعوية التي قام بها الصحابة والتابعون”رضي الله عنهم” باعتبار الزمان والمكان وقد اشتمل على فرعين الأول: ما يتعلق بالرحلات الدعوية المستوطنة والتي تتسم باستيطان أصحابها في الأماكن المرتحل إليها، وذلك باتخاذ الداعية البلد الذي ارتحل إليه للدعوة مكاناً وموطناً له بحيث تكون وفاته فيه كمثل استقرار أنس بن مالك”رضي الله عنه”  في حمص إلى أن مات بها، وأما الفرع الثاني فهي: الرحلات الدعوية المستمرة التي تتسم بتنقل دعاتها في البلدان كمثل رحلة النعمان بن بشير الأنصاري “رضي الله عنه” الذي سكن الكوفة ثم خرج إلى الشام، ومات بحمص.

المبحث الثاني : بواعث الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين”رضي الله عنهم”:

اشتمل هذا المبحث على أربعة مطالب وقد تم تأييدها بذكر بعض الشواهد والرحلات والبعوث الدعوية التي قام بها الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم” ففي المطلب الأول : القيام بواجب الدعوة وتم إيضاح أن القيام بهذا الواجب من أهم بواعث الرحلات الدعوية للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” وذلك بعد ما نهل الصحابة “رضي الله عنهم” من علم سيد المرسلين ﷺ وأما المطلب الثاني: فهو الحرص على هداية الناس فالرحمة بعباد الله والشفقة عليهم كانت من بواعث الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم”، وفي المطلب الثالث: الرغبة في الأجر وتم إيضاح أن الفضل الذي رتبته الشريعة الغراء في فضل الدعوة والدعاة كان أحد هذه البواعث وقد تم سرد بعض الشواهد المؤيدة لما ذكر، وفي المطلب الرابع: الإعــذار إلــى الله وذلك بتأدية الأمانة التي هي في عنق كل من حمل علماً واستطاع نشره، والصحابة والتابعون “رضي الله عنهم” قد أتاهم الله  ــــ جل في علاه ـــــ العلم وشرفهم بصحبة نبيه ﷺ وجعلهم من خير القرون.

المبحث الثالث : أهداف الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين ”رضي الله عنهم”:

وقد اشتمل هذا المبحث على مطلبين الأول: الأهداف العامة وتتفرع إلى فرعين الأول: تحقيق عبودية الله، وهذا الهدف ترتكز عليه أهداف الدعوة كلها، فمن أجل العبادة خلق الله الخلق، وأرسل الله الرسل وأنزل الكتب، والفرع الثاني : إقامة الحجة على الناس، وهذا من عدل الله ــــ تبارك وتعالى ــــ وقد كان الصحابة “رضي الله عنه” والتابعون المرتحلون للدعوة يتمثلون لمهمة تبليغ دين الله كما أمرهم الله؛ يبتغون بذلك نيل رضا الله وبهذا تقوم الحجة على الناس . وفي المطلب الثاني: الأهداف الخاصة للرحلات والبعوث الدعوية للصحابة  والتابعين  ”رضي الله عنهم”وقد اشتمل على أربعة فروع تضمنت عدداً من الشواهد والتطبيقات الدعوية للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية ، ففي الفرع الأول: نشر العلم الصحيح، وتم إيضاح ما يتعلق بهذا الهدف فالعلم وسيلة تبليغ حجج الله وأوامره ونواهيه، وأما الفرع الثاني: الإصـلاح  وقد تضمن تناول إصلاح الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين للدعوة ما وقع في الناس من الانحراف والفساد والبعد عن صراط الله المستقيم. وأما الفرع الثالث : تحقيق العدل فقد أدرك الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم” المرتحلون للدعوة حاجة تلك الشعوب التي رحلوا إليها إلى العدل، فقد كان العالم يومئذ يعيش ظلم دولتي الفرس والروم، وأما الفرع الرابع : فهو إحياء سنة النبي ﷺ  وإخماد ما ظهر من البـــدع.

 

  • خلاصة الفصل الثالث: ثمار الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” ومعوقاتها، وعوامل نجاحها، وقد اشتمل على ثلاثة مباحث:

المبحــــث الأول: ثمرات الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم”

تضمن هذا المبحث أربعة مطالب وقد تم تأييدها بالشواهد والتطبيقات الدعوية للصحابة  والتابعين “رضي الله عنهم”المرتحلين والمبعوثين للدعوة، المطلب الأول: الثمرات المتعلقة بالصحابة والتابعين”رضي الله عنهم”  باعتبارهم الدعاة المرتحلين والمبعوثين للدعوة، وقد تم تناول هذا المطلب في فرعين الأول: الحصول على أجر الدعوة وفضلها المترتب عليها حيث إن من الثمرات التي تحققت للصحابة  والتابعين”رضي الله عنهم”  المرتحلين والمبعوثين للدعوة ما نالهم من الأجور العظيمة، والحسنات الكثيرة.  وأما الفرع الثاني : فقد تناولت الدراسة الثمرات التي نالها دعاة الصحابة  والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية بسبب تبوئهم للمكانة المرموقة في العلم والدين، فكان أن جعلهم الله سادة وعلماء الكل يطلبهم ويرغب بالتقرب إلى الله في إجلالهم، وخدمتهم. وفي المطلب الثاني : تم تناول الثمرات المتعلقة بموضوعات دعوة الصحابة  والتابعين”رضي الله عنهم”  المرتحلين والمبعوثين للدعوة وذلك في فرعين، الأول: انتشـار الإسلام ، وأما الفرع الثاني : فقد كان الحديث فيه عن نشر اللغة العربية ، وأما المطلب الثالث: الثمرات المتعلقة بميادين الدعوة فقد تناولت الدراسة في فرعين الأول: عمارة المساجد بالعبادة ، وفي الفرع الثاني : تم الإشارة إلى ثمرة تأسيس المراكز العلمية. وأما المطلب الرابع: فقد تم ذكر الثمرات المتعلقة بالمدعوين في فرعين، الأول: تأهيل المدعوين ليكونوا دعاة ، وأما الفرع الثاني: فقد تم بيان ما يتعلق بتبصير المدعوين بأمور دينهم.

المبحث الثاني : معوقات الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم”:

 تضمن هذا المبحث أربعة مطالب، الأول: الإيذاء وتأتي صور الأذى الذي تعرض له الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم” في رحلاتهم الدعوية في أشكال متعددة، وبأساليب مختلفة منها القتل، والتهديد، والترهيب، والسب والضرب، وأما المطلب الثاني: فتضمن أحد المعوقات التي واجهت الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم الدعوية وهي ظهور البدع، والتي كان مبدأ ظهور الكثير منها في بعض الأمصار التي رحل إليها الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم” وقد تم توضيح أثر  هذه البدع على دعوة  الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين للدعوة وكيف تعاملوا معها، وأما المطلب الثالث: فقد تناول الاضطرابات الداخلية كمقتل عثمان بن عفان “رضي الله عنه” وكان هذا مفتاح باب الفتن الذي أثر على سير الرحلات الدعوية للصحابة والتابعين”رضي الله عنه” وأما المطلب الرابع: فقد تناول عدداً من المعوقات الأخلاقية كالكبر، والحسد، والغرور.

المبحث الثالث : عوامل نجاح الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة  والتابعين”رضي الله عنهم”:

تضمن هذا المبحث مطلبين، وقد تم تأييدهما بالشواهد والتطبيقات الدعوية للصحابة  والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة، المطلب الأول : عوامل النجاح الذاتيــة وقد تم إيضاح ذلك في ستة فروع أولها: قوة الإيمان وعظم اليقين، وثانيها: العلــم والفهـم فسعة علم الصحابة  والتابعين “رضي الله عنهم” وعمق فهمهم كان أحد عوامل النجاح ، الفرع الثالث : الصـبر والحلـم الذي يعد من أهم صفات الدعاة، الفرع الرابع: الحكمة والموعظة الحسنة وهذا النهج كان له الأثر الواضح في نجاح مسيرة الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية، الفرع الخامس : القدوة الحسنة فقد كان اقتران أقوال الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين للدعوة بأفعالهم الأثر البالغ في الاقتداء بهم واتخاذهم قدوة حسنة فكان ذلك أحد عوامل النجاح، الفرع السادس: مراعاة أحوال المدعوين، وفي المطلب الثاني : عوامل النجاح المساندة وقد تم إيضاحها في فرعين، الأول:  العوامل السياسية فقد تهيأ لرحلات وبعوث الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” الدعوية الدعم والرعاية السياسية من الخلفاء والقادة والرؤساء، وأما الفرع الثاني: العوامل الاجتماعية وقد تناولت الدراسة المكانة الاجتماعية التي حظى بها الصحابة والتابعون “رضي الله عنهم” المرتحلون للدعوة من الحب والتقدير والإجلال التي أوجبها الله لهم وعدم التعرض لهم بالسب والأذى وقد كان هذا من عوامل نجاح هذه الرحلات والبعوث الدعوية.

ملخص الفصل الرابع : منهج الصحابة والتابعين”رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية وأوجه الاستفادة منها في الوقت الحاضر وقد اشتمل على خمسة مباحث:

المبحث الأول: منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المتعلق بالداعية :

تضمن هذا المبحث ثلاثة مطالب الأول: منهج الصحابة والتابعين”رضي الله عنهم”  المتعلق بالإعداد العلمي للداعية وقد تم وصف هذا المنهج الذي اعتمد على القرآن والسنة، كما تم إيراد بعض صور هذا المنهج، وذكر مجالس علم الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين للدعوة ، ومنهج الصحابة والتابعين”رضي الله عنهم” المرتحلين للدعوة في تعليم الدعاة مدعمة ببعض وصاياهم وتوجيهاتهم، وفي المطلب الثاني: تناولت الدراسة منهج الصحابة والتابعين  ”رضي الله عنهم”المتعلق بالإعداد العملي للداعية، حيث تم وصف المنهج وذكر بعض الصور العملية التي اتخذها الصحابة والتابعون”رضي الله عنهم” المرتحلون للدعوة في إعدادهم للدعاة، وفي المطلب الثالث: تناولت الدراسة منهج الصحابة والتابعين”رضي الله عنهم”المتعلق بمعالجة أخطاء الدعاة، والذي اعتمد على المبادرة في التصحيح دون تثريب وانتقاص أو محاباة، وبالحكمة والموعظة الحسنة مع إظهار الاحترام والرحمة بالدعاة وتقديم البدائل الصحيحة، وقد تحتاج بعض المواقف إلى الشدة التي لا تخرج عن قصد المعالجة والتوجيه.

المبحث الثاني : منهج الصحابة والتابعين ”رضي الله عنهم” المتعلق بالمدعو:

وقد تضمن هذا المبحث مطلبين الأول: منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين للدعوة المتعلق بدعوة المسلمين واشتمل هذا المطلب على فرعين أولها: يتعلق بالمدعوين من أهل السنة، والثاني: ما تعلق بالمدعوين من أهل الأهواء والبدع، وقد تم التعريف بهم والتطرق إلى أهمية دعوتهم، كما تم إيراد بعض الصور الدعوية لكل منهما، وفي المطلب الثاني: منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين للدعوة المتعلق بدعوة غير المسلمين واشتمل على فرعين الأول: يتعلق بالمدعوين من أهل الكتاب، والثاني : يتعلق بالمدعوين من المشركين،  وقد تم وصف المنهج وإيراد بعض الصور الدعوية في ذلك.

المبحث الثالث: منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المتعلق بموضوع الدعوة:

وتكون من ثلاثة مطالب الأول: منهج الصحابة والتابعين  ”رضي الله عنهم”المتعلق بموضوع العقيدة وفيه تم التعريف بمنهجهم في دعوتهم لأصول الإيمان الستة، وأما المطلب الثاني: منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المتعلق بموضوع الشريعة، وقد بينت الدراسة عدداً من الموضوعات، منها: الحث على العبادات والأعمال الصالحة، والحث على الدعوة والتبليغ، والتحذير من البدع ومحدثات الأمور وغيرها من الموضوعات، وأما المطلب الثالث: منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المتعلق بموضوع الأخلاق فقد بينت الدراسة عدداً من مواضيع دعوة الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين في الأخلاق كالإحسان، والعفو، والكرم والجود، والتواضع، والرحمة.

 المبحث الرابع : منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المتعلق بالوسائل والأساليب الدعوية:

وقد اشتمل على مطلبين الأول:  منهج الصحابة والتابعين”رضي الله عنهم”  المتعلق بالوسائل الدعوية، وقد تم ذكر عدداً من الوسائل التي استعان بها الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية وهي حلقات التعليم وبناء المساجد والإفتاء والخطبة والكتابة، وأما المطلب الثاني : فبينت الدراسة منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المتعلق بالأساليب الدعوية وقد اقتصرت الدراسة على أمات الأساليب الدعوية الثلاثة وهي: أسلوب الدعوة بالحكمة، وأسلوب الدعوة بالموعظة الحسنة، وأسلوب الدعوة بالمجادلة بالحسنى.

المبحث الخامس: أوجه الاستفادة من منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية في العصر الحاضر:

اشتمل هذا المبحث على أربعة مطالب أولها: أوجه الاستفادة من منهج الصحابة  والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة فيما يتعلق بالدعاة،  وثانيها: أوجه الاستفادة من منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة فيما يتعلق بالمدعو، وثالث هذه المطالب: أوجه الاستفادة من منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة فيما يتعلق بموضوع الدعوة، ورابعها: أوجه الاستفادة من منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين المبعوثين للدعوة فيما يتعلق بالوسائل والأساليب الدعوية، وفي هذه المطالب تناولت الدراسة عدداً من أوجه الفوائد العديدة المتعلقة بموضوع الدراسة والتي بالإمكان الاستفادة منها وتطبيقها في العصر الحاضر فيما يخص الداعي والمدعو وموضوع الدعوة ووسائلها وأساليبها.

 

  أهم النتائج

 

  • بحمد الله وتوفيقه فقد خرج الباحث من هذه الدراسة بالنتائج التالية:

 أولاً: بيان أثر الإسلام في تغيير المفهوم العام للرحلة حيث وضع لها أسسا وأهدافا، وشروطا، وآداباً مستمدة من مبدأ رسالته السامية.

ثانياً:   كشفت الدراسة عن منزلة الرحلة في تكوين الداعية، وقد جاء الحث عليها في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وآثار الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” فهي وسيلة الداعية للتحصيل والتزود من العلماء المنتشرين في الأرض، وهي أحد وسائل التبليغ ونشر الدين.

ثالثاً : أبانت الدراسة مشروعية الرحلات الدعوية في كتاب الله جل في علاه وسنة نبيه ﷺ .

رابعاً: وضحت الدراسة أنواع الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” وقد توصل الباحث ــ وبعد الاستقراء والتحليل، وتتبع ما كتب في الرحلات والبعوث الدعوية ــ أن لها أنواعاً ثلاثة وهي:

  • باعتبار التكليف وتتفرع إلى فرعين الرحلات والبعوث الدعوية التكليفية، والرحلات الدعوية الذاتيــــــــة.
  • باعتبار العدد وتتفرع إلى فرعين الرحلات الدعوية الجماعية، والرحلات الدعوية الفرديـــــــة.
  • باعتبار الزمان والمكان وتتفرع إلى فرعين الرحلات الدعوية المستوطنة، والرحلات الدعوية المستمرة.

خامساً: تبين أن بواعث قيام الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” برحلاتهم وبعوثهم الدعوية هي ما يلي:

  • القيــــــام بواجــب الدعــــوة إلى الله تعالى.
  • الحرص علـى هداية الناس.
  • الرغبة في الأجر.
  • الإعذار إلى الله وذلك بتأدية ما افترضه الله على العلماء من وجوب نشر العلم، وعدم كتمانه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

سادساً: كشفت الدراسة عن أن لرحلات وبعوث الصحابة  والتابعين “رضي الله عنهم” الدعوية أهدافاً عامة وأهدافاً خاصة فأما العامة فهي :

  • تحقيق العبوديــــــــــــــة لله تعالى.
  • إقامة الحجة على الناس.

– وأما الأهداف الخاصة فهي:

  • نشر العلم الصحيح.
  • الإصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاح.
  • تحقيــق العــــــــــــــــــــــــدل.
  • إحيـــــــــــــاء السنـــــــــــــــة.

سابعاً: بينت الدراسة أن ثمار الرحلات الدعوية للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” هي ما يلي:

  • ثمرات تتعلق بالصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” باعتبارهم الدعاة المرتحلين والمبعوثين للدعوة وتتفرع إلى فرعين :
  1. الحصول على أجر الدعوة وفضلها المترتب عليها.
  2. تبوء الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة المكانة المرموقة في العلم والدين.
  • ثمرات تتعلق بموضوعات دعوة الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة وتتفرع إلى فرعين:
  1. انتشـــــــــار الإسلام.
  2. نشر اللغة العربية.
  • ثمرات تتعلق بميادين الدعوة وتتفرع إلى فرعين:
  1. عمارة المساجد بالعبادة.
  2. تأسيس المراكز العلمية وقيام المدارس الفقهية.
  • ثمرات تتعلق بالمدعوين وتتفرع إلى فرعين.
  1. تأهيل المدعوين ليكونوا دعاة.
  2. تفقيه المدعوين وتبصيرهم بأمور دينهم.

ثامناً: تبين أن معوقات الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” هي :

  • الإيــــــــــــــــــــذاء.
  • ظهور البــدع .
  • الاضطرابات الداخلية.
  • المعوقــــــــات الأخلاقية

تاسعاً: بيان أن عوامل نجاح الرحلات والبعوث الدعوية للصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” تتكون من عاملين:

  • عوامــــــــل النجاح الذاتيــة وتتفرع إلى ستة فروع هي:
  1. قوة الإيمان وعظم اليقين.
  2. العلم والفهم.
  3. الصبر والحلم.
  4. الحكمة والموعظة الحسنة.
  5. القدوة الحسنة.
  6. مراعاة أحوال المدعوين.
  • عوامل النجاح المساندة وتتفرع إلى فرعين:
  1. العوامل السياسية.
  2. العوامل الاجتماعية.

عاشـــــــــــــــــــــــراً : قيام الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة بمهامهم الدعوية خير قيام نظرًا لاقتدائهم بسنة نبيهم ﷺ ولاستشعارهم بمسؤولياتهم الدعوية ومعرفتهم بتلك المكانة التي أكرمهم الله بها.

حادي عشر: اعتماد منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية على أساسين رئيسين هما كتاب الله وسنة رسوله ﷺ.

ثاني عشــــــر : عناية الصحابة  والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية بالداعية ولذا فقد كان منهجهم في إعداده يركز على الجانب العلمي والعملي ومتابعته ومعالجة ما قد يقع منه من أخطاء.

ثالث عشر: تميز منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية بالاهتمام بالمدعوين والتعرف على أحوالهم وتعاهدهم والتلطف بهم وتشجيعهم والصبر على آذاهم.

رابـــــــــع عشـــــــر: اقتفاء الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” المرتحلين والمبعوثين للدعوة لمنهج نبيهم في موضوعات الدعوة وهي العقيدة والشريعة والأخلاق.

خامس عشر : استثمر الصحابة والتابعون”رضي الله عنهم” وسيلة الرحلات الدعوية في نشر الإسلام والدعوة إلى الله تعالى.

سادس عشــر: التزام الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية بالأساليب التي استخدمها النبي ﷺ في دعوته.

سابع عشــــر : تم استخلاص عددٍ من الفوائد التي يمكن الأخذ بها في عصرنا الحاضر من منهج الصحابة والتابعين “رضي الله عنهم” في رحلاتهم وبعوثهم الدعوية وقد شملت جميع  أركان وعناصر العملية الدعوية وهي الداعي والمدعو وموضع الدعوة والوسائل والأساليب الدعوية ولذا يحسن الأخذ بها والاستفادة منها والاقتداء بها.

 

*   *   *

 

 

أهم التوصيات

 

  1. يوصي الباحث باهتمام المؤسسات الدعوية بالرحلات الدعوية في هذا العصر نظراً لكثرت المخالفات، وانتشار البدع والشركيات في بلدان العالم الإسلامي.
  2. العناية بكل ماله علاقة بالرحلات والبعوث الدعوية كإعداد الخطط الاستراتيجية، وإنشاء المراكز التدريبية لإعداد الدعاة، وتفادياً للأخطاء التي قد ترتكب من بعض المرتحلين للدعوة.
  3. أن للدعاة المرتحلين والمبعوثين للدعوة صفات يجب أن تتوافر في كل من تصدر للقيام بهذه المهمة الكريمة، كالحكمة في الدعوة، والصبر على البلاء، والبصيرة في حال المدعوين ودراسة بيئتهم.
  4. حاجة الأمة اليوم في ظل ما تحقق للرحلات والبعوث الدعوية الضالة لدعاة الحق الصادقين المخلصين المتخصصين، والمعدين الإعداد المناسب لكل منطقة من مناطق العالم.
  5. يوصي الباحث بدراسة جهود الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود “رضي الله عنه” الدعوية نظراً لعظيم الأثر الذي تركه من رحلته الدعوية إلى الكوفة حيث إن الباحث وجد أن الدراسة المعدة عنه لم تف بحق هذا العالم الجليل.
  6. يوصي الباحث الجهات المعنية كوزارة التعليم بتعزيز مفهوم الرحلات التعليمية والدعوية لغرس ذلك في نفوس الصلاب خاصة أن هناك بعض الأنشطة التي يمكن توظيفها في ذلك كالأنشطة الكشفية للطلاب .
  7. أهمية تشجيع الأسر على انخراط ابنائهم في الرحلات المأمونة تحت مظلة المؤسسات التربوية والدعوية حيث أن كثيراً من دول العالم وإدراكاً منها لأهمية ذلك تنظم الرحلات الاستكشافية لطلاب مدارسهم.

ومن الله التوفيق والسداد والحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسل


[1] ــــ انظر : منهج الصحابة “رضي الله عنهم” في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب إلى الإسلام،  عبدالعزيز الكبير، رسالة دكتوراه، جامعة الإمام ، المعهد العالي للدعوة والاحتساب، 1436هـ، الدعوة الإسلامية في الشام ، عبد الرحمن الخليفي، رسالة ماجستير، جامعة الإمام، كلية الدعوة والإعلام، 1410هـ، منهج وآداب الصحابة “رضي الله عنهم” في التعلم والتعليم، عبدالرحمن البر، التابعون “رضي الله عنهم” وجهودهم في الدعوة، محمد ابكر، رسالة ماجستير، جامعة أم درمان ، كلية الدعوة الإسلامية، 1430هـ، بالإضافة إلى الدراسات المتخصصة بأحد الصحابة أو التابعين “رضي الله عنهم” كجهود الصحابي الجليل عبدالله بن عباس “رضي الله عنه” في الدعوة والاحتساب، محمد شريف، رسالة دكتوراه، جامعة الإمام، كلية الدعوة والإعلام، 1421هـ، وأبو موسى الأشعري “رضي الله عنه” ودوره في العلم والدعوة، سليمان ابا الخيل، رسالة ماجستير، جامعة الإمام ،كلية الدعوة والإعلام، والحسن البصري “رضي الله عنه”، مصلح بيومي، رسالة دكتوراه، جامعة الأزهر، كلية أصول الدين، 1396هـ وغيرها من الدراسات والمؤلفات.

[2] ــــ انظر: ص (299) من هذه الدراسة.

[3] ــــ سورة البقرة، الآية: 237.

[4] ــــ تفسير الطبري، 5/165.

[5] ـــــ انظر :  في ذلك إلى ما ورد في هذه الدراسة ص (199)، و ص ( 201).

[6] ـــــ انظر :  في ذلك إلى ما ورد في هذه الدراسة ص( 326) .

[7] ــــ سورة المجادلة، الآية : 11.

[8] – أخرجه الإمام البخاري، كتاب العلم، باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، ح 71، 1/ 39.

[9] – بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما لها وما عليها شرح مختصر صحيح البخاري، لابن أبي جمرة الأندلسي، مطبعة الصدق الخيرية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1348هـ، 1/199.

[10]–  حلية طالب العلم، بكر بن عبد الله أبو زيد، مكتبة ابن الجوزي، ص 174.

[11] ـــــ  سورة الكهف، الآية:60.

[12] ـــــ تفسير القرطبي، 10/386.

[13] ـــــ انظر : إلى ماجاء في هذا  ص (79 ) و (82) من هذه الدراسة.

[14] ـــــ منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر، عدنان بن محمد آل عرعور، ص81 .

[15] ـــــ أدب التخاطب في ضوء السنة أصول وضوابط، مجلة البحوث الإسلامية، علي بن عبدالله الصياح،  العدد الرابع والثمانون،  الإصدار : من ربيع الأول إلى جمادى الآخرة لسنة 1429 هـ، ص 349.

[16] ـــــ سورة سبأ، الآيات : ٣٤ – ٣٥  .

 [17]ـــــ أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 1/275 وصححه  الألباني وقال:  رواه أبو يعلى عن  عائشة، وفيه مصعب بن ثابت , وثقه ابن حبان و ضعفه جماعة. وفي التقريب : لين الحديث . قلت : وصحح لــــــه الحاكم ( 2 / 301 ) حديثا في انتظار الصــــلاة, ووافقـه الذهـبي وهـو مــن تساهلهما . و الحديث عــزاه السيوطــي للبيهقــي فقــط في  الشعب وقال المناوي: و فيه بشر بن السري. قلت: إن لم يكن في سند البيهقي من ينظر في حاله غير بشر هذا فالإسناد عندي قوي لأن الكلام الذي أشار إليه المناوي في بشر لا يقدح فيه لأنه ثقة في نفسه بل هو فوق ذلك إلى آخر ما قاله الألباني في ذلك ( السلسلة الصحيحة، 3 / 106،ح 1113، ص106)  .

[18] ـــــ التخطيط للدعوة الإسلامية، عبد المولى الطاهر المكي، من مقدمة بحث مقدم لنيل درجة الماجستير، جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية، كلية الدعوة والإعلام، قسم الدعوة والاحتساب، 1415هـ، ص ب .

[19] ـــــ أخرجه الإمام مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، ح2699، 17/22.

[20] ــــ أخرجه الإمام البخاري : كتاب العلم، باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ح 71، 1/22 .

[21]  ـــــ   التيسير بشرح الجامع الصغير، للمناوي، مكتبة الإمام الشافعي، الرياض، الطبعة الثالثة، 14.8هـ، 1/300.

[22]  ـــــ   الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان، للقرطبي، 20/90.

[23] –   أخرجه الإمام البخاري، كتاب العلم، باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله، ح 88، 1/ 46.

[24] –   أخرجه الإمام البخاري، كتاب العلم، باب الخروج في طلب العلم، 1/ 42  .

[25]–    أخرجه الإمام البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي ﷺ ،ح 4716، 4/1912 .

[26] ـــــ سورة الأنبياء، الآية: 25.

[27] ـــــ أخرجه الإمام البخاري،  كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء حيث كانوا، ح544، 2/544.

[28] ـــــ مفهوم الحكمة في الدعوة، صالح بن حميد، ص24.

[29] ـــــ تاريخ الطبري، 1/253 .

[30] ــــ الزهد لابن المبارك ، حققه حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية ، بيروت، الطبعة الثانية، 1425هـ، ص16.

[31] ـــــ ركائز منهج السلف في الدعوة إلى الله، عبدالله محمد المجلي،  مجلة البحوث الإسلامية، العدد الثامن والثمانون، الإصدار : من رجب إلى شوال، 1430 هـ، ص195.

[32] ـــــ سلسلة تاريخ الدعوة إلى الله تعالي، أحمد غلوش، مؤسسة الرسالة ، القاهرة، الطبعة الأولى،1424هـ، 2/496.