من نحن
عن الموقع
موقع يختص بالرحلات الدعوية، الـتي قام بها نبينا محمد ﷺ، وصحابته، والتابعون رضى الله عنهم أجمعين، ومن تبعهم بإحسان، رحم الله من قضى نحبه، ورفع درجته، وبارك الله في جهود من بقى منهم، وأعمارهم، ووفقهم، وسددهم.
في هذا الموقع وصف لهذه الرحلات الدعوية المباركة، وسرد لبعض الفوائد المتعلقة بها، وعرض لمقالات ودراسات وبحوث، تناولت هذه الجهود المباركة، ومن الله التوفيق والسداد.
الرسالة
موقع يسترشد به، ويستفيد منه الدعاة المرتحلون والباحثون المتخصصون.
الرؤية
موقع متمـيز فاعل، يحوي جميع العلوم المتعلقة بالرحلات الدعوية والمرتحلين.للدعوة إلى الله.
كلمة الموقع
للرحلات الدعوية أثر عظيم، لم يقتصر أثرها المبارك، على من كان هدفًا للمرتحلين، ولا على حدود بلدانهم، بل إن هذا النور سرى وانتشر في بلاد كثيرة.
“إن أهم ما ينبغي على المسلم أن يفهمه، من أمر هؤلاء الرسل و أمثالهم، الذين بعثهم رسول الله ﷺ لأمر الدعوة إلى الإسلام، وتعليم مبادئ الإسلام وأحكامه؛ أن مسؤولية الإسلام في أعناق المسلمين جميعًا في كل عصر وزمن، وليست من السهولة و اليسر، كما يتصور معظمهم اليوم، فلا يكفي أن ندعي الإسلام بألسنتنا المجردة، كما لا يكفي أن يكون نصيبه من حياتنا بعض أعمال يسيرة، كانت في أصلها جليلة، ثم تحولت في حياتنا إلى عادات وتقاليد. لا ترتفع مسؤولية الإسلام عن أعناق المسلمين، حتـى يضيفوا إلى هذا القيام بواجب الدعوة إليه، والتبشير به، والسفر في سبيل ذلك إلى شتى الجهات والقرى والبلدان، تلك هي الأمانة التي ألقاها رسول الله ﷺ في أعناقنا” (1) .
وعلى هذا، فسياحة الدعاة، ورحلتهم للدعوة إلى الله، أمرٌ دأب عليه السلف، وحثوا الدعاة عليه، كما كان من سيدهم وقدوتهم ﷺ، الذي كان يبعث أصحابه، ليسيحوا في البوادي، ويبلغوا أمر الله، وبعد وفاة النبيﷺ انتشر الصحابةرضى الله عنهم في أصقاع الأرض؛ ليبلغوا دين ربهم.
مـــن الثمرات التـي تحققـــــت للرحلات والبعـــــوث الدعويـــة للصحابة والتابعين رضى الله عنهمعبوديـــــة الله وحده لا شريك له، وانتشار الإسلام بين ربـــوع ممالك وأمصـــار البلــــدان، التـي رحلوا إليها، قال أبو موســى الأشعــري رضى الله عنه أحد الصحابة المرتحلين للدعوة، وهــو يصـــف ثمرة هـــذه الجهود: “قد جاهدنا بعد رسول الله ﷺ، وصلّينا وصمنا، وعملنا خيـرًا كثيـرًا، وأسلم على أيدينا بشر كثيـر، وإنا لنرجو ذلك” (1) .
لقد كانت الحاجة إلى الإصلاح عامة، وليست خاصة، فكان أن أكرم الله الخلق بهذا النبـي الخاتم ﷺ، الذي وحد العرب من أدناهم إلى أقصاهم، في أقل من ثلاثين عامًا، ثم تحول لباقي أمم الأرض، فضم ما بــــين المحيـــــط الغربي وجـــدار الصـــين في أقل من قرن واحد، وهذا الذي لم تعرفه البشرية، منذ أن أنشأ الله الخليقة على الأرض.
“إنها لمعجزةٌ تاريخية حقًّا، لم تعهد لملة غيـر ملة الإسلام. ويرجع سر انتشاره إلى أمرين: في الإسلام نفسه، وفي الداعي إليه، وأصحابه، وخلفائه من بعده. أما الإسلام فقد حمل عناصر الحق والخير والقوة، والجمال المعنوي” (2).
“لقد سلك الإسلام في انتشاره في الأرض مسالك شتى، ودخل إلى القلوب من مداخل كثيرة. فأما المدخل الأكبر، فكانت الكلمة الطيبة والحكمة والموعظة الحسنة، يحملها المسلم المؤمن إلى غير المؤمن، ويبين له فضائل الإسلام، وما يفتح لمعتنقه من أبواب الخير والأمل، واطمئنان النفس، فيستجيب الرجل للإسلام، ويدخل فيه عن طيب نفس، وعن أمل في عظيم رحمة الله وثوابه العريض” (3) .
[1]– فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، محمد سعيد البوطي، ص473.
[2] – أخرجه الإمام البخاري، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي r وأصحابه إلى المدينة، ح 37.5، 3/1425ه.
[3] – السر في انتشار الإسلام، محمد أحمد عرفة، مطبعة النهضة، القاهرة، الطبعة الأولى، ص 2- 5.
[4] – الإسلام الفاتح، حسين مؤنس، سلسلة دعوة الحق الصادرة عن رابطة العالم الإسلامي، العدد الرابع، 2/4/1401هـ، ص10.