من الثمرات التي تحققت للصحابة والتابعين رضي الله عنهم المرتحلين والمبعوثين للدعوة

من الثمرات التي تحققت للصحابة والتابعين (رضوان الله عليهم) المرتحلين والمبعوثين للدعوة ما نالهم من الأجور العظيمة، والحسنات الكثيرة، وزيادة الإيمان، وكمال اليقين. فكل من كانوا سبباً في هدايته أو تعليمه كان لهم أجر مثل من اتبـــــع هديهم ودعوتهم كما قـــــال  النبي ﷺ في قولــــــه: ((مَنْ دَعَا إلى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إلى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا)) (1)

“فللصحابة أجور من اهتدوا على أيديهم إلى يوم القيامة. وهي سلسلة طويلة من الأجور لا تنقطع” (2)

قال تعالى : ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ﴾ (3)

قال الشوكاني ــــ رحمه الله ـــــ : “فلا شيء أحسن منه، ولا أوضح من طريقه، ولا أكثر ثوابًا من عمله”.

وقال رسول الله ﷺ : ((مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ)) (4)

قوله ﷺ: ((فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ)) معناه إن سنها سواء كان العمل في حياته أو بعد موته . والله أعلم (5)

نصروا الله فنصرهم الله كما قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ۝ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ (6)

وأصلحوا الأرض بدعوتهم المباركة فأورثها الله لهم كما قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (7)

قال أبو الدرداء (رضي الله عنه) “فنحن الصالحون” (8)

وأما في الآخرة فلهم الجنة قال تعالى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (9)


[1]  أخرجه الإمام مسلم، كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، ح 4831، 4/2061.

[2]  من ثمار الدعوة، عبدالملك القاسم، دار القاسم للنشر والتوزيع، الرياض، د ط، د ت،  ص7 .

[3]  سورة فصلت، آية: 33 .

[4]  أخرجه مسلم، كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، ح1071، 4/2060.

[5]  شرح النووي على مسلم: كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعــا إلى هدى أو ضلالة،          ح 1017،  4/172.

[6]  سورة الحج، الآية : 40- 41 .

[7]  سورة الأنبياء، الآية : 105.

[8]  التاريخ الكبير للبخاري، دار المعارف العثمانية، الهند، الطبعة الأولى، 1384هـ، 7/376.

[9]  سورة الزمر، الآية : 74.