من هذا الذي رحل ليقتل النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وعاد مرتحلا لدعوة قومه
إنه الصحابي الجليل عمير بن وهب الجمحي (رضي الله عنه) حيث إنه لما رجع المشركون بعد معركة بدر وقد قتل الله من قتل منهم، أقبل عمير ابن وهب (رضي الله عنه) وكان ذلك قبل أن يسلم فاتفق مع صفوان بن أمية الجمحي (رضي الله عنه) في الحجر على أن يرحل عمير بن وهب (رضي الله عنه) للمدينة ليقتل النبي ﷺ على أن يتكفل صفوان بن أمية (رضي الله عنه) بدينه وعياله، رحل عمير بن وهب (رضي الله عنه) للمدينة بحجة تخليص ابنه الذي كان مأسوراً عند النبي ﷺ فلما وصل، أمر الرسول ﷺ بإدخاله عليه ففاتحه ﷺ بالأمر الذي كان بينه وبين صفون بن أمية فلم يكن إلا أن نطق عمير بن وهب (رضي الله عنه) بالشهادة وقال عمير (رضي الله عنه): أشهد أنك رسول الله ﷺ وأشهد أن لا إله إلا الله، كنا يا رسول الله، نكذبك بالوحي، وبما يأتيك من السماء، وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان بالحجر لم يطلع عليه أحد غيره وغيري، فأخبرك الله به، فآمنت بالله ورسوله، والحمد لله الذي ساقني هذا المساق، ففرح المسلمون حين هداه الله… فمكث عند رسول الله ﷺ ما شاء الله، ولما تعلم القرآن وأطلق الرسول ﷺ أسيره استأذن عمير (رضي الله عنه) رسول الله ﷺ وقال : يا رسول الله، قد كنت جاهدا ما استطعت على إطفاء نور الله، والحمد لله الذي ساقني وهداني من الهلكة، فائذن لي يا رسول الله أن ألحق بقريش فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، لعل الله أن يهديهم ويستنقذهم من الهلكة، فأذن له رسول الله ﷺ فلحق بمكة، وجعل صفوان بن أمية يقول لقريش في مجالسهم: أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر، وجعل يسأل عن كل راكب يقدم من المدينة هل كان بها من حدث؟ وكان يرجو ما قاله له عمير، حتى قدم عليهم رجل من المدينة، فسأله صفوان بن أمية عنه، فقال: قد أسلم، فلعنه المشركون، وقالوا: صبأ، فقال صفوان بن أمية: لله علي ألا أنفعه بنفع أبدا، ولا أكلمه من رأسي كلمة أبدا، فقدم عليهم عمير (رضي الله عنه) فدعاهم إلى الإسلام، ونصحهم جهده، فأسلم بشر كثير” (1)
[1] ـــــ انظر: معرفة الصحابة، لأبي نعيم، 4/2093.